تامر حسنى ينوى الاعتزال

المطرب الشاب تامر حسني الذي تتهافت عليه المراهقات ويتجمعن حوله في كل مكان يذهب إليه ويلقين بأنفسهن أمام سيارته. أدلي بحديث مثير في برنامج تليفزيوني اسمه "يامسهرني" تقدمه المذيعة انجي.
فقد قال تامر حسني ان امنية حياته التي تشغل تفكيره دائما هي ان يتوقف عن الغناء قبل أن يموت مشيرا إلي أن هذه الفكرة تطارده طوال حياته باستمرار وان هذه الأمنية لم تأت لأن الغناء حرام فهو لم يرتكب شيئا ما خطأ أثناء تقديمه لفنه لكنه يري ان الإنسان لم يخلق ليكون مجرد مطرب!
وما قاله تامر حسني هو مفاجأة من العيار الثقيل تؤكد ما يثيره البعض عن وجود محاولات لداعية مشهور لدفع بعض الفنانين والمطربين إلي الاعتزال وتكريس حياتهم للقيام بالدعوة أو لأعمال اصلاحية واجتماعية كما يدخل في اطار الجدال المستمر والدائر حول الفن وهل هو حلال أم حرام؟ وهو ما ينطبق علي الغناء أيضا باعتباره أحد أشكال الفن!
وهذه القضية الجدلية لن نتحدث فيها كثيرا لأن لها من يتصدون للإفتاء فيها والحديث عنها ولكن السؤال الأجدر بالنقاش يجب أن يدور حول تعريف الفن أولا!
فهل ما نشاهده من غناء مبتذل بكلمات وعبارات سوقية ورخيصة وبرقصات وملابس شبه عارية وبحركات وايحاءات تحمل كل المعاني الجنسية الصريحة هل هذا يمثل نوعا من الفن أم شكلا من أشكال الدعارة وبيع الجسد؟!!
ان الفن هو الإبداع الذي يحمل كل التعبيرات والمعاني التي تجسد مخزون الفكر البشري وتفرزه في أشكال تعبيرية مختلفة إما بالرسم أو التصوير أو النحت أو الكتابة أوالغناء أو التمثيل لتضيف بعدا جديدا للحوار الإنساني الخلاق والهادف إلي بناء مجتمعات متجانسة قائمة علي الحوار والتفاعل والتواصل والفن الذي لا يخدم المجتمع ويساهم في الارتقاء به وتثبيت انماط جديدة من المعايير السلوكية الراقية لا صلة له بالفن بقدر ما هو شكل من أشكال التدمير الفكري الجماعي.
ولقد عانينا كثيرا في مجتمعنا من تصدي بعض تجار الثقافة لقيادة المسيرة الفنية في مختلف أشكالها التعبيرية ففرضوا علينا مفاهيم جديدة من الاباحية والفوضي حاولوا تقديمها وتبريرها بأنها نوع من أنواع التعبير الابداعي الذاتي بينما هي في حقيقتها ليست أكثر من تنفيس وتعبير عن خيالات مريضة تعاني عقدا وأمراضا اجتماعية تحاول تصديرها إلي المجتمع كله.
فلم تكن سينما المقاولات القائمة علي الاثارة والغرائز والجنس والقتل والمخدرات تعبيرا عن ابداع أو فكر بقدر ما كانت نوعا من الفن الهابط الذي لا معني له ولا مضمون إلا اشباع غرائز بعض الطبقات والفئات التي تطلق لخيالها العنان عند مشاهدة هذه الأفلام لتعيش أحلام اليقظة وتمني نفسها بدور البطولة حتي وان كان ذلك عن طريق الجريمة والصعود فوق أكتاف الآخرين.
وأتت القنوات الفضائية التليفزيونية لتتخلص أيضا من ورقة التوت وتكشف كل شيء علي الملأ بمبدأ أنه لا محظورات ولا ممنوعات وان كل شيء أصبح مباحا ومستباحا فشاهدنا طبقا لهذا المنطق مالم نشاهده من قبل من أنواع جديدة من الغناء القائم علي هز الصدور العارية وتحريك الأرداف والغناء فوق السرير وفوق السطوح وفي بير السلم والغناء بالحنجرة والغناء بالبطن والغناء بكل الأشكال في هجوم ساحق ماحق لا يصد ولا يرد أنهي تماما الكلمة الحلوة والنغمة الهادئة والصوت العذب وجعلنا لا نريد أن نسمع بل نشاهد ونتأمل ولا نفكر إلا في أشياء أخري تدور حول الصناعي والطبيعي والتركيب وعمليات التجميل في الأشكال والأجساد التي ترقص وتهتز أمامنا والتي لا علاقة لها بالطبع بالغناء والتي علاوة علي ذلك تكسب الملايين والملايين في زمن أصبح فيه أصحاب الفن الحقيقي لا يجدون ثمنا للدواء ويموتون بحسرتهم دون أن يلتفت إليهم أحد!
ان تامر حسني عندما يقول انه يريد أن يتوب قبل أن يموت إنما يعبر في هذه التصريحات عن واقع الساحة الفنبة حاليا الذي أصبح مجالا وميدانا للفساد والانحراف بعيدا عن رسالة الفن الهادف الذي هو نوع من الإبداع يستحق الاحترام والتقدير.
فتامر حسني يقول في هذا الحديث ايضا انه يطلب باستمرار من الإذاعات والقنوات الفضائية ان تذيع أغنياته الهادفة لكنهم لا يستجيبون ويذيعون فقط أغانيه العاطفية!
ويامطرب الشباب "الروش" الأغاني العاطفية أيضا قد تكون مطلوبة وقد تكون أيضا هادفة لها معانيها الجميلة وابعادها اكثر تأثير والعيب ليس في الإذاعات والفضائيات وحدها. العيب في أهل الفن والطرب أولا وفينا أيضا!
** ملحوظة أخيرة:
ممثلة مغربية شهيرة تحدثت عن انتشار التحرش الجنسي في السينما المغربية.. بمعني أن الممثلة يجب أن تقدم رشوة جنسية لتحصل علي البطولة وهو كلام خطير ربما يفسر لنا سبب اسناد البطولة حاليا في السينما المصرية لممثلات من الخارج. المقررات عندهم أسهل كثيرا!


يا رب الخبر يبقا مش صحيح


التوقيع طنط فوكسى