من طرف aser elhop الإثنين يناير 21, 2008 8:00 pm
<tr><td height=10><tr><td height=10><tr><td height=10> | يستمر الحصار وتشتد الآلام ويعانى قطاع غزة نفاد حاجاته الضرورية سواءً الاقتصادية أو الصحية أو الزراعية أو الصناعية، فالإغلاق المطبق الذي يفرضه الاحتلال الصهيوني منذ أشهر على سكان غزة يمنع مرور المواد الأساسية.وُصف هذا الحصار بأنه الأشد والأطول منذ احتلال الأراضي الفلسطينية، فقد أغلقت معابر: المنطار(كارنى)، و(إيرز)، ورفح، ولا يسمح إلا بمرور محدود للبضائع التي لا تكفى الاحتياجات اليومية ,كما تم سد المنافذ الرئيسية وتجميد حركة الأفراد، وبذلك أصبح قطاع غزة بمنزلة سجن كبير.. فالحصار بري وبحري وجوى ..ما يعني الموت البطيء لسكان قطاع غزة.فعلى صعيد القطاع الصحي: يوجد أكثر من 1500 مريض بحاجة للعلاج خارج القطاع، بالإضافة إلى 230 بحالة خطيرة، كما تعطل 23 جهاز غسيل للكلى، ونفد أكثر من 85 صنفا من الأدوية، وهناك ما يزيد على 137 صنفا من الأدوية على وشك النفاد. و كان وزير الصحة الدكتور باسم نعيم قد أطلق نداء استغاثة في مؤتمر صحفي لإنقاذ حياة المرضى وللسماح بمرور المستلزمات الطبية التي تنفد تباعا من مخازن وزارة الصحة.وقد زاد من هذه المعاناة عمليات التوغل اليومية التي تقوم بها قوات الاحتلال الصهيوني، الأمر الذي يؤدي إلى نفاد كميات كبيرة من المواد الطبية والأدوية لعلاج الجرحى.ويتضاعف الوضع الصحي خطورة مع النقص الكبير في إمدادات مؤسسات القطاع الصحي المختلفة بالطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيلها، بعد أن دمرت الجيش الصهيوني بغاراته أكثر من 45% من مصادر الطاقة الكهربائية في القطاع بقصفها بالصواريخ. كذلك أثر النقص الحاد في الوقود والمحروقات، الناجم عن تقليل الكميات الواردة إلى القطاع من الكيان الصهيوني عبر معبر ناحال عوز، على تعويض نقص الطاقة الكهربائية اللازمة لعمل المؤسسات الصحية. يأتي ذلك وسط مخاوف كبيرة من ازدياد عدد الوفيات وقلة القدرة العلاجية التي تسببت بحالة شلل للنظام الصحي.ولدى التجول في مشفى دار الشفاء بمدينة غزة الذي يعتبر أكبر المستشفيات الفلسطينية، ويقع وسط قطاع غزة، ويقدم الرعاية الصحية لمعظم سكان القطاع، وهو ملاذ الحالات الحرجة والخطيرة، ويعمل فيه أكثر من 1400 موظف ما بين طبيب وموظف وإداري، ويستوعب 600 سرير رأينا ما يدور في هذا المشفى من أجهزة معطلة تحتاج لقطع غيار ومواد طبية لا تكفي للمستقبل القريب، ومخزون بدأ يشح وأدوية أصبح يندر وجودها وثلاجات للموتى لا تزال تُقرع أبوابها لاستقبال حالات الوفاة من المرضى الذين لم يستكمل علاجهم في الخارج.وحسب تقرير صادر عن وزارة الصحة فإن مرضى الكلى يعانون أشد المعاناة حيث يتوجهون إلى المشفى ثلاث مرات أسبوعيا لغسيل الكلى، لكن مع نفاد الأدوية الخاصة بهم فإن حياتهم مهددة بشكل مباشر بسبب انخفاض معدلات غسيل الكلى، نتيجة تراكم السموم داخل أجسامهم، ما يؤدي إلى ما يعرف بالموت البطيء.أما عن عدد مرضى السرطان فيبلغ (450) 35% منهم أطفال و25% نساء، وهم يعانون إما من عدم السماح لهم بالسفر لتلقي العلاج أو استكماله وإجراء عمليات أو من عدم وجود دواء جراء منع دخول الدواء، وهؤلاء يتعرضون لخطر موت حقيقي.وأما مرضى القلب فيصل عددهم (400-450) مريضا ويعانون نقص الأدوية وعطل بعض الأجهزة الطبية والتشخيصية في أقسام القلب. أما قسم الحضانة بالمشفى الذي يستوعب الأطفال حديثي الولادة فيعاني نقصا في حاضنات الأطفال ويحتوي هذا القسم على 33 حاضنة لا تكفي الزيادة في عدد المواليد. ووفقاً للأطباء العاملين في القسم فإن الوضع مرشح للتفاقم، خاصة مع تزايد عدد حالات الولادات المبكرة بسبب اضطرابات الخوف لدى المرأة الحامل الذي ينتج عن العمليات العسكرية للجيش الصهيوني. ويعاني هذا القسم نقصا في العديد من الأدوية والمستلزمات الطبية, كأنابيب أجهزة التنفس الصناعي، وأنابيب التنشيط، وأنابيب التغذية، والأنابيب الحنجرية وأنابيب تغيير الدم، ويحاول الأطباء إيجاد أنابيب بديلة ومعدات أخرى لاستبدال وتعويض الفاقد منها والمعطل.وتزداد قائمة أعداد ضحايا الحصار يوما بعد يوم، فالحاج (علي) يعانى انسدادا في ثلاثة شرايين ومن المفترض نقله إلى الضفة للعلاج ولكن الاحتلال يسيطر على المعابر ويمنع خروجه لاستكمال علاجه وإجراء العمليات اللازمة لإنقاذ حياته.أما ليلى عليوة (51) عاما فأعلنت المصادر الطبية الفلسطينية عن وفاتها بعد معاناتها مرض السرطان حيث لم تتمكن من الخروج للعلاج. ولم تكن عائشة أبو غنيمة أوفر حظا فقد توفيت بعد معاناة مرض عضال.وقس على ذلك العشرات من الوفيات بسبب عدم تمكنهم للعلاج في الخارج، وانتظار مئات المرضى فتح المعبر أو الموت البطيء، وليس أمامهم سوى التضرع إلى الله لإنقاذ حياتهم.ولا يزال الشعب الفلسطيني يعانى المرارة والحصار والضيق وتشتد الأزمات مع مرور الوقت, فلا منظمات أهلية باتت تجدي نفعا ولا جهات حكومية ولا مستقلون, والإغلاق يظلم الشعب ويغرقه في مستنقع كارثى لابتزاز سياسي لانتزاع مواقف يراهن عليها، وبات الشعب الفلسطيني المكلوم بين مطرقة الجلاد المحتل وسندان التجاهل العربي والدولي له